الفصل الثمانون
قولوا لي أسكن أيوب في غير أرض عوص بين عبدة الاصنام؟ ، وكيف يكتب موسى عن زمن الطوفان، قولوا لي، انه يقول: ( ان نوحا وجد نعمة امام الله، كان لأبينا ابراهيم أب لا ايمان له لأنه كان يصنع ويعبد الاصنام الباطلة، وسكن لوط بين شر ناس على الارض، ولقد أخذ نبوخذ نصر دانيال أسيرا وهو طفل مع حننيا وعزريا وميشائيل الذين لم يكن لهم سوى سنتين من العمر لما أسروا وربوا بين جمع من الخدم عبدة الاصنام، لعمر الله ان النار كما تحرق الاشياء اليابسة وتحولها نارا بدون تمييز بين الزيتون والسرو والنخل وهكذا يرحم إلهنا كل من يفعل برا غير مميز بين اليهودي والسكيثي واليوناني أو الاسماعيلي، ولكن لا يقف قلبك هناك يا يعقوب لأنه حيث ارسل الله النبي ترتب عليك حتما أن تنكر حكمك وتتبع النبي، لا أن تقول: (( لماذا يقول هذا؟ لماذا يأمر وينهى؟ ))، بل قل: (( هكذا يريد الله وهكذا يأمر الله))، الا ماذا قال الله لموسى لما امتهن اسرائيل موسى ؟ (( انهم لم يمتهنوك ولكنهم امتهنوني أنا))، الحق أقول لكم انه لا يجب على الانسان أن يصرف زمن حياته، في تعلم التكلم أو القراءة بل في تعلم كيف يشتغل جيدا، الا قولوا أي خادم لهيرودس لا يحاول مرضاته بأن يخدمه بكل جد، ويل للعالم الذي يحاول أن يرضي جسدا ليس سوى طين وسرقين ولا يحاول بل ينسى خدمة الله الذي خلق كل شيء المجيد الى الابد .
الفصل الحادي والثمانون
قولوا لي أتحسب خطيئة عظمة على الكهنة اذا أوقعوا على الارض تابوت شهادة الله وهم يحملونه؟ ، فارتجف التلاميذ لما سمعوا هذا لأنهم كانوا على علم بأن الله قتل((أمات)) عزة لأنه مس تابوت الله خطأ، فقالوا انها لخطيئة كبرى، فقال يسوع: لعمر الله ان نسيان كلمة الله التي بها خلق كل الاشياء والتي بها يقدم لك الحياة الابدية لخطيئة كبرى، ولما قال يسوع هذا صلى وقال بعد صلاته:لا يجب أن نعبر غدا الى السامرة لأنه هكذا قال لي ملاك الله القدوس، وبلغ يسوع باكرا صباح يوم بئرا كان قد صنعها يعقوب ووهبها ليوسف ابنه، ولما أعيا يسوع من السفر ارسل تلاميذه الى المدينة ليشتروا طعاما، فجلس بجانب البئر على حجر البئر واذا بامرأة من السامرة قد جاءت الى البئر لتستقي ماء، فقال يسوع للمرأة: أعطني لأشرب، فأجابت المرأة: ألا تخجل وأنت عبراني أن تطلب مني شربة ماء وأنا امرأة سامرية؟، أجاب يسوع: أيتها المرأة لو كنت تعلمين من يطلب منك شربة لطلبت أنت منه شربة، أجابت المرأة : كيف تعطني لأشرب ولا اناء ولا حبل معك لتجذب به الماء والبئر عميقة ؟ ، أجاب يسوع: أيتها المرأة من يشرب من ماء هذا البئر يعاوده العطش أما من يشرب من الماء الذي أعطيه فلا يعطش أبدا بل يعطي العطاش ليشربوا بحيث يصلون الى الحياة الابدية، فقالت المرأة: يا سيد أعطني من مائك هذا، أجاب يسوع: اذهبي وادعي زوجك واياكما أعطي لتشربا، قالت المرأة : ليس لي زوج ، أجاب يسوع : حسنا قلت الحق لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الان ليس هو زوجك، فلما سمعت المرأة هذا اضطربت وقالت : يا سيد أرى بهذا انك نبي ، لذلك أضرع اليك أن تخبرني( عما يأتي ) : إن العبرانيين يصلون على جبل صهيون في الهيكل الذي بناه سليمان في اورشليم ويقولون ان نعمة الله ورحمته توجد هناك لا في موضع آخر، أما قومنا فانهم يسجدون على هذه الجبال ويقولون ان السجود إنما يجب أن يكون على جبال السامرة فقط فمن هم الساجدون الحقيقيون ؟
الفصل الثاني والثمانون
حينئذ تنهد يسوع وبكى قائلا: ويل لك يا بلاد اليهودية لأنك تفخرين قائلة: ((هيكل الرب هيكل الرب)) وتعيشين كأنه لا إله منغمسة في الملذات ومكاسب العالم، فان هذه المرأة تحكم عليك بالجحيم في يوم الدين، لأن هذه المرأة تطلب أن تعرف كيف تجد نعمة ورحمة عند الله، ثم التفت الى المرأة وقال:أيتها المرأة انكم أنتم السامريين تسجدون لما لا تعرفون أما نحن العبرانيين فنسجد لمن نعرف، الحق أقول لك ان الله روح وحق ويجب أن يسجد له بالروح والحق، لأن عهد الله إنما اخذ في اورشليم في هيكل سليمان لا في موضع آخر ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطى الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقة في كل مكان رحمته، أجابت المرأة: اننا ننتظر مسيا فمتى جاء يعلمنا، أجاب يسوع: أتعلمين أيتها المرأة أن مسيا لا بد أن يأتي؟، أجابت: نعم يا سيد ،حينئذ تهلل يسوع وقال: يلوح لي أيتها المرأة انك مؤمنة، فاعلمي اذا انه بالايمان بمسيا سيخلص كل مختاري الله، اذا وجب أن تعرفي مجئ مسيا، قالت المرأة: لعلك أنت مسيا أيها السيد، أجاب يسوع: اني حقا أرسلت الى بيت اسرائيل نبي خلاص، ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله لكل العالم الذي لأجله خلق الله العالم، حينئذ يسجد لله في كل العالم وتنال الرحمة حتى ان سنة اليوبيل التي تجيء الان كل مئة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان، حينئذ تركت المرأة جرتها وأسرعت الى المدينة لتخبر بكل ما سمعت من يسوع.
الفصل الثالث والثمانون
وبينما كانت المرأة تكلم يسوع جاء تلاميذه وتعجبوا انه كان يتكلم هكذا مع امرأة، ومع ذلك لم يقل له أحد: لماذا تتكلم هكذا مع امرأة سامرية، فلما انصرفت المرأة قالوا: يا معلم تعال وكل، أجاب يسوع: يجن أن آكل طعاما آخر، فقال التلاميذ بعضهم لبعض: لعل مسافرا كلم يسوع وذهب ليفتش له على طعام، فسألوا الذي يكتب هذا قائلين: هل كان هنا أحد يمكنه أن يحضر طعاما للمعلم يا برنابا؟، فأجاب الذي يكتب: لم يكن هنا من أحد خلا المرأة التي رأيتموها التي احضرت هذا الاناء الفارغ لتملأه ماء، فوقف التلاميذ مندهشين منتظرين نتيجة كلام يسوع، عندئذ قال يسوع: انكم لا تعلمون الطعام الحقيقي هو عمل مشيئة الله، لأنه ليس الخبز الذي يقيت الإنسان ويعطيه حياة بل بالحري كلمة الله بارادته، فلهذا السبب لا تأكل الملائكة الاطهار بل يعيشون ويتغذون بارادة الله، وهكذا نحن وموسى وايليا وواحد أخر لبثنا اربعين يوما واربعين ليلة بدون شيء من الطعام، ثم رفع يسوع عينيه وقال: متى يكون الحصاد، أجاب التلاميذ: بعد ثلاثة اشهر، قال يسوع: انظروا الان كيف ان الجبال بيضاء بالحبوب، الحق أقول لكم انه يوجد اليوم حصاد عظيم يجنى، حينئذ أشار الى الجم الغفير الذي أتى ليراه، لأن المرأة لما دخلت المدينة أثارت المدينة بأسرها قائله: أيها القوم تعالوا وانظروا نبيا جديدا مرسلا من الله الى بيت اسرائيل، وقصت عليهم كل ما سمعت من يسوع، فلما أتوا الى هناك توسلوا الى يسوع أن يمكث عندهم، فدخل المدينة ومكث هناك يومين شافيا كل مرضى ومعلما ما يختص بملكوت الله، حينئذ قال اهل المدينة للمرأة: اننا اكثر ايمانا بكلامه وآياته منا مما قلت، لأنه قدوس الله حقا ونبي مرسل لخلاص الذين يؤمنون به، وبعد صلاة نصف الليل اقترب التلاميذ من يسوع، فقال لهم: ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليوبيل السنوي الذي يجيء الان كل مئة سنة، لذلك لا اريد أن ننام بل نصلي محنين رأسنا مئة مرة ساجدين لإلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد ، فلنقل كل مرة: اعترف بك إلهنا الأحد الذي ليس لك من بداية ولا يكون لك من نهاية، لأنك برحمتك أعطيت كل الاشياء بدايتها وستعطى بعدلك الكل نهاية، لا شبه لك بين البشر، لأنك بجودك غير المتناهي لست عرضة للحركة ولا لعارض، ارحمنا لأنك خلقتنا ونحن عمل يدك.
الفصل الرابع والثمانون
ولما صلى يسوع قال : لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمة عظيمة، لأنه اعاد الزمن الذي يلزم أن يمر في هذه الليلة اذ قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله، وقد سمعت صوته ، فلما سمع التلاميذ هذه تهللوا كثيرا وقالوا : يا معلم علمنا شيئا من الوصايا هذه الليلة، فقال يسوع: هل رأيتم مرة ما البراز ممزوجا بالبلسم ، فأجابوا : لا يا سيد لأنه لا يوجد مجنون يفعل هذا الشيء ، فقال يسوع : اني مخبركم الآن انه يوجد في العالم من هم أشد جنونا من ذلك لأنهم يمزجون خدمة الله بخدمة العالم، حتى ان كثيرين من الذين يعيشون بلا لوم قد خدعوا من الشيطان، وبينا هم يصلون مزجوا بصلاتهم المشاغل العالمية فأصبحوا في ذلك الوقت ممقوتين في نظر الله، قولوا لي أتحذرون متى اغتسلتم للصلاة من أن يمسكم شيء نجس؟ نعم بكل تأكيد، ولكن ماذا تفعلون عندما تصلون، انكم تغسلون أنفسكم من الخطايا بواسطة رحمة الله، أتريدون اذا وانتم تصلون أن تتكلموا عن الأشياء العالمية؟ ، احذروا من أن تفعلوا هكذا، لأن كل كلمة عالمية تصير براز الشيطان على نفس المتكلم، فارتجف التلاميذ لأنه كلمهم بحدة الروح، وقالوا: يا معلم ماذا نفعل اذا جاء صديق يكلمنا ونحن نصلي، أجاب يسوع: دعوه ينتظر وأكملوا الصلاة، فقال برتولوماوس: ولكن لو فرضنا انه متى رأى اننا لا نكلمه اغتاظ وانصرف،واذا اغتاظ فصدقوني انه ليس بصديقكم وليس بمؤمن بل كافر ورفيق الشيطان، قولوا لي اذا ذهبتم لتكلموا أحد غلمان اصطبل هيرودس ووجدتموه يهمس في اذني هيرودس اتغتاظون اذ جعلكم تنتظرون ؟ ، كلا ثم كلا بل تسرون أن تروا صديقكم مقربا من الملك، ثم قال يسوع: أصحيح هذا؟، أجاب التلاميذ: انه الحق بعينه، ثم قال يسوع: الحق أقول لكم أن كل من يصلي إنما يكلم الله، أفيصح أن تتركوا التكلم مع الله لتكلموا الناس؟، أيحق لصديقكم أن يغتاظ لهذا السبب لانكم تحترمون الله أكثر منه؟، صدقوني انه ان اغتاظ لأن جعلتموه ينتظر فإنما هو خادم جيد للشيطان، لأن هذا ما يتمناه الشيطان أن يترك الله لأجل الناس، لعمر الله انه يجب على كل من يخاف الله أن ينفصل في كل عمل صالح عن اعمال العالم لكيلا يفسد العمل الصالح.
الفصل الخامس والثمانون
قال يسوع: اذا فعل انسان سوءا أو تكلم بسوء وذهب أحد ليصلحه ويمنع عملا كهذا فماذا يفعل هذا؟، أجاب التلاميذ: انه يفعل حسنا لأنه يخدم الله الذي يطلب على الدوام منع الشر كما ان الشمس تطلب على الدوام طرد الظلام، فقال يسوع: وأنا أقول لكم انه بالضد من ذلك متى فعل أحد حسنا أو تكلم حسنا فكل من يحاول منعه بوسيلة ليس فيها ما هو أفضل منه فإنما هو يخدم الشيطان بل يصير رفيقه، لأن الشيطان لا يهتم بشيء سوى منع كل شيء صالح، ولكن ماذا أقول لكم الآن؟، إني أقول ما قاله سليمان النبي قدوس وخليل الله: ( من كل ألف تعرفونهم يكون واحد صديقكم ) ، فقال متى: ألا نقدر اذا أن نحب أحدا؟، فأجاب يسوع: الحق أقول لكم انه لا يجوز لكم أن تكرهوا شيئا الا الخطيئة، حتى انكم لا تقدرون أن تبغضوا الشيطان من حيث هو خليقة الله بل من حيث هو عدو الله، أتعلمون لماذا؟، اني أفيدكم، لأنه خليقة الله وكل ما خلق الله فهو حسن وكامل، فلذلك كل من يكره الخليقة يكره الخالق، ولكن الصديق شيء خاص لا يسهل وجوده ولكن يسهل فقده، لأن الصديق لا يسمح باعتراض على من يحبه حبا شديدا، احذروا وانتبهوا ولا تختاروا من لا يحب من تحبون صديقا، فاعلموا ما المراد بالصديق؟، لا يراد بالصديق الا طبيب النفس، وهكذا كما انه يندر أن يجد الانسان طبيبا ماهرا يعرف الامراض ويفقه استعمال الادوية فيها هكذا يندر وجود اصدقاء يعرفون الهفوات ويفقهون كيف يرشدون للصلاح، ولكن هناك شر وهو ان لكثيرين اصدقاء يغضون الطرف عن هفوات صديقهم، وآخرين يعذرونهم، وآخرين يحامون عنهم بوسيلة عالمية، ويوجد أصدقاء وذلك شر مما تقدم يدعون اصدقاءهم ويعضدونهم في ارتكاب الخطأ وستكون آخرتهم نظير لؤمهم، احذروا من أن تتخذوا أمثال هؤلاء القوم اصدقاء، لأنهم أعداء وقتلة النفس حقا.
ا
قولوا لي أسكن أيوب في غير أرض عوص بين عبدة الاصنام؟ ، وكيف يكتب موسى عن زمن الطوفان، قولوا لي، انه يقول: ( ان نوحا وجد نعمة امام الله، كان لأبينا ابراهيم أب لا ايمان له لأنه كان يصنع ويعبد الاصنام الباطلة، وسكن لوط بين شر ناس على الارض، ولقد أخذ نبوخذ نصر دانيال أسيرا وهو طفل مع حننيا وعزريا وميشائيل الذين لم يكن لهم سوى سنتين من العمر لما أسروا وربوا بين جمع من الخدم عبدة الاصنام، لعمر الله ان النار كما تحرق الاشياء اليابسة وتحولها نارا بدون تمييز بين الزيتون والسرو والنخل وهكذا يرحم إلهنا كل من يفعل برا غير مميز بين اليهودي والسكيثي واليوناني أو الاسماعيلي، ولكن لا يقف قلبك هناك يا يعقوب لأنه حيث ارسل الله النبي ترتب عليك حتما أن تنكر حكمك وتتبع النبي، لا أن تقول: (( لماذا يقول هذا؟ لماذا يأمر وينهى؟ ))، بل قل: (( هكذا يريد الله وهكذا يأمر الله))، الا ماذا قال الله لموسى لما امتهن اسرائيل موسى ؟ (( انهم لم يمتهنوك ولكنهم امتهنوني أنا))، الحق أقول لكم انه لا يجب على الانسان أن يصرف زمن حياته، في تعلم التكلم أو القراءة بل في تعلم كيف يشتغل جيدا، الا قولوا أي خادم لهيرودس لا يحاول مرضاته بأن يخدمه بكل جد، ويل للعالم الذي يحاول أن يرضي جسدا ليس سوى طين وسرقين ولا يحاول بل ينسى خدمة الله الذي خلق كل شيء المجيد الى الابد .
الفصل الحادي والثمانون
قولوا لي أتحسب خطيئة عظمة على الكهنة اذا أوقعوا على الارض تابوت شهادة الله وهم يحملونه؟ ، فارتجف التلاميذ لما سمعوا هذا لأنهم كانوا على علم بأن الله قتل((أمات)) عزة لأنه مس تابوت الله خطأ، فقالوا انها لخطيئة كبرى، فقال يسوع: لعمر الله ان نسيان كلمة الله التي بها خلق كل الاشياء والتي بها يقدم لك الحياة الابدية لخطيئة كبرى، ولما قال يسوع هذا صلى وقال بعد صلاته:لا يجب أن نعبر غدا الى السامرة لأنه هكذا قال لي ملاك الله القدوس، وبلغ يسوع باكرا صباح يوم بئرا كان قد صنعها يعقوب ووهبها ليوسف ابنه، ولما أعيا يسوع من السفر ارسل تلاميذه الى المدينة ليشتروا طعاما، فجلس بجانب البئر على حجر البئر واذا بامرأة من السامرة قد جاءت الى البئر لتستقي ماء، فقال يسوع للمرأة: أعطني لأشرب، فأجابت المرأة: ألا تخجل وأنت عبراني أن تطلب مني شربة ماء وأنا امرأة سامرية؟، أجاب يسوع: أيتها المرأة لو كنت تعلمين من يطلب منك شربة لطلبت أنت منه شربة، أجابت المرأة : كيف تعطني لأشرب ولا اناء ولا حبل معك لتجذب به الماء والبئر عميقة ؟ ، أجاب يسوع: أيتها المرأة من يشرب من ماء هذا البئر يعاوده العطش أما من يشرب من الماء الذي أعطيه فلا يعطش أبدا بل يعطي العطاش ليشربوا بحيث يصلون الى الحياة الابدية، فقالت المرأة: يا سيد أعطني من مائك هذا، أجاب يسوع: اذهبي وادعي زوجك واياكما أعطي لتشربا، قالت المرأة : ليس لي زوج ، أجاب يسوع : حسنا قلت الحق لأنه كان لك خمسة أزواج والذي معك الان ليس هو زوجك، فلما سمعت المرأة هذا اضطربت وقالت : يا سيد أرى بهذا انك نبي ، لذلك أضرع اليك أن تخبرني( عما يأتي ) : إن العبرانيين يصلون على جبل صهيون في الهيكل الذي بناه سليمان في اورشليم ويقولون ان نعمة الله ورحمته توجد هناك لا في موضع آخر، أما قومنا فانهم يسجدون على هذه الجبال ويقولون ان السجود إنما يجب أن يكون على جبال السامرة فقط فمن هم الساجدون الحقيقيون ؟
الفصل الثاني والثمانون
حينئذ تنهد يسوع وبكى قائلا: ويل لك يا بلاد اليهودية لأنك تفخرين قائلة: ((هيكل الرب هيكل الرب)) وتعيشين كأنه لا إله منغمسة في الملذات ومكاسب العالم، فان هذه المرأة تحكم عليك بالجحيم في يوم الدين، لأن هذه المرأة تطلب أن تعرف كيف تجد نعمة ورحمة عند الله، ثم التفت الى المرأة وقال:أيتها المرأة انكم أنتم السامريين تسجدون لما لا تعرفون أما نحن العبرانيين فنسجد لمن نعرف، الحق أقول لك ان الله روح وحق ويجب أن يسجد له بالروح والحق، لأن عهد الله إنما اخذ في اورشليم في هيكل سليمان لا في موضع آخر ولكن صدقيني أنه يأتي وقت يعطى الله فيه رحمته في مدينة أخرى ويمكن السجود له في كل مكان بالحق ويقبل الله الصلاة الحقيقة في كل مكان رحمته، أجابت المرأة: اننا ننتظر مسيا فمتى جاء يعلمنا، أجاب يسوع: أتعلمين أيتها المرأة أن مسيا لا بد أن يأتي؟، أجابت: نعم يا سيد ،حينئذ تهلل يسوع وقال: يلوح لي أيتها المرأة انك مؤمنة، فاعلمي اذا انه بالايمان بمسيا سيخلص كل مختاري الله، اذا وجب أن تعرفي مجئ مسيا، قالت المرأة: لعلك أنت مسيا أيها السيد، أجاب يسوع: اني حقا أرسلت الى بيت اسرائيل نبي خلاص، ولكن سيأتي بعدي مسيا المرسل من الله لكل العالم الذي لأجله خلق الله العالم، حينئذ يسجد لله في كل العالم وتنال الرحمة حتى ان سنة اليوبيل التي تجيء الان كل مئة سنة سيجعلها مسيا كل سنة في كل مكان، حينئذ تركت المرأة جرتها وأسرعت الى المدينة لتخبر بكل ما سمعت من يسوع.
الفصل الثالث والثمانون
وبينما كانت المرأة تكلم يسوع جاء تلاميذه وتعجبوا انه كان يتكلم هكذا مع امرأة، ومع ذلك لم يقل له أحد: لماذا تتكلم هكذا مع امرأة سامرية، فلما انصرفت المرأة قالوا: يا معلم تعال وكل، أجاب يسوع: يجن أن آكل طعاما آخر، فقال التلاميذ بعضهم لبعض: لعل مسافرا كلم يسوع وذهب ليفتش له على طعام، فسألوا الذي يكتب هذا قائلين: هل كان هنا أحد يمكنه أن يحضر طعاما للمعلم يا برنابا؟، فأجاب الذي يكتب: لم يكن هنا من أحد خلا المرأة التي رأيتموها التي احضرت هذا الاناء الفارغ لتملأه ماء، فوقف التلاميذ مندهشين منتظرين نتيجة كلام يسوع، عندئذ قال يسوع: انكم لا تعلمون الطعام الحقيقي هو عمل مشيئة الله، لأنه ليس الخبز الذي يقيت الإنسان ويعطيه حياة بل بالحري كلمة الله بارادته، فلهذا السبب لا تأكل الملائكة الاطهار بل يعيشون ويتغذون بارادة الله، وهكذا نحن وموسى وايليا وواحد أخر لبثنا اربعين يوما واربعين ليلة بدون شيء من الطعام، ثم رفع يسوع عينيه وقال: متى يكون الحصاد، أجاب التلاميذ: بعد ثلاثة اشهر، قال يسوع: انظروا الان كيف ان الجبال بيضاء بالحبوب، الحق أقول لكم انه يوجد اليوم حصاد عظيم يجنى، حينئذ أشار الى الجم الغفير الذي أتى ليراه، لأن المرأة لما دخلت المدينة أثارت المدينة بأسرها قائله: أيها القوم تعالوا وانظروا نبيا جديدا مرسلا من الله الى بيت اسرائيل، وقصت عليهم كل ما سمعت من يسوع، فلما أتوا الى هناك توسلوا الى يسوع أن يمكث عندهم، فدخل المدينة ومكث هناك يومين شافيا كل مرضى ومعلما ما يختص بملكوت الله، حينئذ قال اهل المدينة للمرأة: اننا اكثر ايمانا بكلامه وآياته منا مما قلت، لأنه قدوس الله حقا ونبي مرسل لخلاص الذين يؤمنون به، وبعد صلاة نصف الليل اقترب التلاميذ من يسوع، فقال لهم: ستكون هذه الليلة في زمن مسيا رسول الله اليوبيل السنوي الذي يجيء الان كل مئة سنة، لذلك لا اريد أن ننام بل نصلي محنين رأسنا مئة مرة ساجدين لإلهنا القدير الرحيم المبارك إلى الأبد ، فلنقل كل مرة: اعترف بك إلهنا الأحد الذي ليس لك من بداية ولا يكون لك من نهاية، لأنك برحمتك أعطيت كل الاشياء بدايتها وستعطى بعدلك الكل نهاية، لا شبه لك بين البشر، لأنك بجودك غير المتناهي لست عرضة للحركة ولا لعارض، ارحمنا لأنك خلقتنا ونحن عمل يدك.
الفصل الرابع والثمانون
ولما صلى يسوع قال : لنشكر الله لأنه وهبنا هذه الليلة رحمة عظيمة، لأنه اعاد الزمن الذي يلزم أن يمر في هذه الليلة اذ قد صلينا بالاتحاد مع رسول الله، وقد سمعت صوته ، فلما سمع التلاميذ هذه تهللوا كثيرا وقالوا : يا معلم علمنا شيئا من الوصايا هذه الليلة، فقال يسوع: هل رأيتم مرة ما البراز ممزوجا بالبلسم ، فأجابوا : لا يا سيد لأنه لا يوجد مجنون يفعل هذا الشيء ، فقال يسوع : اني مخبركم الآن انه يوجد في العالم من هم أشد جنونا من ذلك لأنهم يمزجون خدمة الله بخدمة العالم، حتى ان كثيرين من الذين يعيشون بلا لوم قد خدعوا من الشيطان، وبينا هم يصلون مزجوا بصلاتهم المشاغل العالمية فأصبحوا في ذلك الوقت ممقوتين في نظر الله، قولوا لي أتحذرون متى اغتسلتم للصلاة من أن يمسكم شيء نجس؟ نعم بكل تأكيد، ولكن ماذا تفعلون عندما تصلون، انكم تغسلون أنفسكم من الخطايا بواسطة رحمة الله، أتريدون اذا وانتم تصلون أن تتكلموا عن الأشياء العالمية؟ ، احذروا من أن تفعلوا هكذا، لأن كل كلمة عالمية تصير براز الشيطان على نفس المتكلم، فارتجف التلاميذ لأنه كلمهم بحدة الروح، وقالوا: يا معلم ماذا نفعل اذا جاء صديق يكلمنا ونحن نصلي، أجاب يسوع: دعوه ينتظر وأكملوا الصلاة، فقال برتولوماوس: ولكن لو فرضنا انه متى رأى اننا لا نكلمه اغتاظ وانصرف،واذا اغتاظ فصدقوني انه ليس بصديقكم وليس بمؤمن بل كافر ورفيق الشيطان، قولوا لي اذا ذهبتم لتكلموا أحد غلمان اصطبل هيرودس ووجدتموه يهمس في اذني هيرودس اتغتاظون اذ جعلكم تنتظرون ؟ ، كلا ثم كلا بل تسرون أن تروا صديقكم مقربا من الملك، ثم قال يسوع: أصحيح هذا؟، أجاب التلاميذ: انه الحق بعينه، ثم قال يسوع: الحق أقول لكم أن كل من يصلي إنما يكلم الله، أفيصح أن تتركوا التكلم مع الله لتكلموا الناس؟، أيحق لصديقكم أن يغتاظ لهذا السبب لانكم تحترمون الله أكثر منه؟، صدقوني انه ان اغتاظ لأن جعلتموه ينتظر فإنما هو خادم جيد للشيطان، لأن هذا ما يتمناه الشيطان أن يترك الله لأجل الناس، لعمر الله انه يجب على كل من يخاف الله أن ينفصل في كل عمل صالح عن اعمال العالم لكيلا يفسد العمل الصالح.
الفصل الخامس والثمانون
قال يسوع: اذا فعل انسان سوءا أو تكلم بسوء وذهب أحد ليصلحه ويمنع عملا كهذا فماذا يفعل هذا؟، أجاب التلاميذ: انه يفعل حسنا لأنه يخدم الله الذي يطلب على الدوام منع الشر كما ان الشمس تطلب على الدوام طرد الظلام، فقال يسوع: وأنا أقول لكم انه بالضد من ذلك متى فعل أحد حسنا أو تكلم حسنا فكل من يحاول منعه بوسيلة ليس فيها ما هو أفضل منه فإنما هو يخدم الشيطان بل يصير رفيقه، لأن الشيطان لا يهتم بشيء سوى منع كل شيء صالح، ولكن ماذا أقول لكم الآن؟، إني أقول ما قاله سليمان النبي قدوس وخليل الله: ( من كل ألف تعرفونهم يكون واحد صديقكم ) ، فقال متى: ألا نقدر اذا أن نحب أحدا؟، فأجاب يسوع: الحق أقول لكم انه لا يجوز لكم أن تكرهوا شيئا الا الخطيئة، حتى انكم لا تقدرون أن تبغضوا الشيطان من حيث هو خليقة الله بل من حيث هو عدو الله، أتعلمون لماذا؟، اني أفيدكم، لأنه خليقة الله وكل ما خلق الله فهو حسن وكامل، فلذلك كل من يكره الخليقة يكره الخالق، ولكن الصديق شيء خاص لا يسهل وجوده ولكن يسهل فقده، لأن الصديق لا يسمح باعتراض على من يحبه حبا شديدا، احذروا وانتبهوا ولا تختاروا من لا يحب من تحبون صديقا، فاعلموا ما المراد بالصديق؟، لا يراد بالصديق الا طبيب النفس، وهكذا كما انه يندر أن يجد الانسان طبيبا ماهرا يعرف الامراض ويفقه استعمال الادوية فيها هكذا يندر وجود اصدقاء يعرفون الهفوات ويفقهون كيف يرشدون للصلاح، ولكن هناك شر وهو ان لكثيرين اصدقاء يغضون الطرف عن هفوات صديقهم، وآخرين يعذرونهم، وآخرين يحامون عنهم بوسيلة عالمية، ويوجد أصدقاء وذلك شر مما تقدم يدعون اصدقاءهم ويعضدونهم في ارتكاب الخطأ وستكون آخرتهم نظير لؤمهم، احذروا من أن تتخذوا أمثال هؤلاء القوم اصدقاء، لأنهم أعداء وقتلة النفس حقا.
ا
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:20 pm من طرف hamdy222
» حقيبة المسلم
الأحد فبراير 28, 2010 4:08 am من طرف hamdy222
» صلوات على محمد لباسم الكربلائى;
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 2:35 pm من طرف Admin
» أسماء الله الحسنى للنقشبندى
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 1:54 pm من طرف Admin
» بروتوكولات حكماء صهيون
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 12:50 pm من طرف Admin
» ربى قعوار ..لماذا أسلمت..؟ 2
الخميس سبتمبر 11, 2008 11:00 am من طرف زائر
» ربى قعوار ..لماذا أسلمت..؟
الخميس سبتمبر 11, 2008 10:58 am من طرف زائر
» افتتاح موقع جديد عن سيدنا رسول الله
الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:32 pm من طرف Admin
» كلام من قلب مؤمن...لماذا أسلمت...
الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:10 pm من طرف Admin