الفصل السادس والسبعون بعد المئة
قال يسوع لتلاميذه: ماذا يجدي نفعا قوله يتلذذون، حقا ان الله يتكلم جليا، ولكن ما فائدة الأنهر الأربعة من السائل الثمين في الجنة مع ثمار وافرة جدا؟، فمن المؤكد أن الله لا يأكل والملائكة لا تأكل والنفس لا تأكل والحس لا يأكل بل الجسد الذي هو جسمنا، فمجد الجنة هو طعام الجسد، أما النفس والحس فلهما الله ومحادثة الملائكة والأرواح المباركة، وأما ذلك المجد فسيوضحه بأجلى بيان رسول الله الذي هو أدرى بالأشياء من كل مخلوق لأن الله قد خلق كل شيء حبا فيه، قال برتولوماوس: يا معلم أيكون مجد الجنة لكل واحد على السواء؟، فاذا كان على السواء فهو ليس من العدل، واذا لم يكن على السواء فالاصغر يحسد الاعظم، أجاب يسوع: لا يكون على السواء لان الله عادل، وسيكون كل أحد قنوعا اذ لا حسد هناك، قل لي يا برتولوماوس يوجد سيد عنده كثيرون من الخدمة ويلبس جميع خدمه هؤلاء لباسا واحدا، أيحزن اذا الغلمان اللابسون لباس الغلمان لأنه ليس لهم ثياب البالغين؟، بل بالعكس لو أراد البالغون أن يلبسوهم ثيابهم الكبيرة لتغيَّظوا لانه لما لم تكن الاثواب موافقة لحجمهم يزعمون أنهم سخرية، فارفع اذن يا برتولوماوس قلبك لله في الجنة فترى أن للجميع مجدا واحدا ومع أنه يكون كثيرا لواحد وقليلا للآخر فهو لا يولد شيئا من الحسد.
الفصل السابع والسبعون بعد المئة
حينئذ قال من يكتب: يا معلم أللجنة نور من الشمس كما لهذا العالم؟، أجاب يسوع: هكذا قال لي الله يا برنابا: (ان للعالم الذي تسكنون فيه أيها البشر الخطأة الشمس والقمر والنجوم تزينه لفائدتكم وحبوركم، لاني لأجل هذا خلقتها، أتحسبون اذا أن البيت الذي يسكن فيه المؤمنون بي لا يكون أفضل؟، حقا إنكم تخطئون في هذا الحسبان، لأني أنا إلهكم هو شمس الجنة ورسولي هو القمر الذي يستمد مني كل شيء، والنجوم أنبيائي الذين قد بشروكم بشيء، فكما أخذ المؤمنون بي كلمتي من أنبيائي (هنا) سينالون كذلك مسرة وحبورا بواسطتهم في جنة مسراتي ؟.
الفصل الثامن والسبعون بعد المئة
ثم قال يسوع: ليكفكم هذا في معرفة الجنة، فعاد من ثم برتولوماوس وقال: يا معلم كن طويل الأناة عليّ اذا سألتك مسألة، قال يسوع: قل ما تريد؟، قال برتولوماوس: حقا ان الجنة لواسعة لأنه اذا كان فيها خيرات عظيمة هذا مقدارها فلا بد أن تكون واسعة، أجاب يسوع: ان الجنة واسعة جداحتى أنه لا يقدر أحد أن يقيسها، الحق أقول لك أن السموات تسع موضوعة بينها السيارات التي تبعد إحداها عن الأخرى مسيرة رجل خمس مئة سنة، وكذلك الأرض على مسيرة خمس مئة سنة من السماء الأولى، ولكن قف عند قياس السماء الأولى التي تزيد عن الأرض برمتها كما تزيد الأرض عن حبة رمل، وهكذا تزيد السماء الثانية عن الأولى والثالثة عن الثانية وهلم جرا حتى السماء الأخيرة كل منها تزيد عما يليها، والحق أقول لكم أن الجنة أكبر من الأرض برمتها والسموات برمتها كما أن الأرض برمتها أكبر من حبة رمل، فقال حينئذ بطرس: يا معلم لا بد أن تكون الجنة أكبر من الله لان الله يرى داخلها، أجاب يسوع: صه يا بطرس لأنك تجدف على غير هدى.
الفصل التاسع والسبعون بعد المئة
حينئذ جاء الملاك جبريل ليسوع، وأراه مرآة براقة كالشمس، رأى فيها هذه الكلمات مكتوبة: (لعمري أنا الأبدي، كما أن الجنة أكبر من السموات برمتها والأرض وكما أن الأرض برمتها أكبر من حبة رمل هكذا أنا أكبر من الجنة، بل أكثر كثيرا من ذلك عدد حبوب رمل البحر وقطرات الماء في البحر وعشب الأرض وأوراق الأشجار وجلود الحيوانات، بل أكثر من ذلك كثيرا عدد حبوب الرمل التي تملأ السموات والجنة بل أكثر)، حينئذ قال يسوع: لنسجد لإلهنا المبارك إلى الأبد ، فطأطأوا من ثم رؤوسهم مئة مرة وعفَّروا الأرض بوجوههم في الصلاة، ولما انتهت الصلاة دعا يسوع بطرس وأخبره هو وكل التلاميذ بما رأى، وقال لبطرس: ان نفسك التي هي أعظم من الأرض برمتها ترى بعين واحدة الشمس التي هي أكبر من الأرض بألوف من المرار، فأجاب بطرس: ان ذلك لصحيح، فقال حينئذ يسوع: هكذا ترى الله خالقك بواسطة الجنة، وبعد أن قال يسوع هذا شكر الله ربنا مصليا لأجل بيت اسرائيل والمدينة المقدسة، فأجاب كل واحد: ليكن كذلك يا رب.
الفصل الثمانون بعد المئة
ولما كان يسوع ذات يوم في رواق سليمان دنا منه أحد(فرقة) الكتبة وهو احد الذين يخطبون في الشعب، وقال له: يا معلم لقد خطبت في هذا الشعب مرارا عديدة وفي خاطري آية من الكتاب اشكل علي فهمها، أجاب يسوع: وما هي؟، قال الكاتب: هي ما قاله الله لإبراهيم ابينا : ( إني أكون جزاءك العظيم ) فكيف يستحق الانسان(هذا الجزاء)، فتهلل حينئذ يسوع بالروح وقال: حقا انك لست بعيدا عن ملكوت الله، أصخ السمع الي لاني أفيدك معنى هذا التعليم، لما كان الله غير محدود والانسان محدودا لم يستحق الانسان الله فهل هذا موضوع ريبتك أيها الأخ؟، أجاب الكاتب باكيا: يا سيد انك تعرف قلبي، تكلم اذا لأن نفسي تروم أن تسمع صوتك، فقال حينئذ يسوع: لعمر الله ان الانسان لا يستحق النفس القليل الذي يأخذه كل دقيقة، فلما سمع الكاتب هذا كاد يجن وانذهل كذلك التلاميذ لأنهم ذكروا ما قال يسوع انهم مهما أعطوا في حب الله يأخذون مئة ضعف، حينئذ قال : لو أقرضكم أحد مئة قطعة من الذهب فصرفتم هذه القطع أفتقولون لذلك الانسان: اني أعطيك ورقة كرمة عفنة فاعطني بها بيتك لأني أستحقه؟، أجاب الكاتب: لا يا سيدي لأنه يجب عليه أن يدفع ما عليه ثم عليه اذا أراد شيئا أن يعطي أشياء جيدة ولكن ما نفع ورقة فاسدة؟
الفصل الحادي والثمانون بعد المئة
أجاب يسوع: لقد قلت حسنا أيها الأخ، فقل لي من خلق الانسان من لا شيء؟، من المؤكد أنه هو الله الذي وهبه العالم برمته لمنفعته، ولكن الانسان قد صرفه كله بارتكاب الخطيئة، لانه بسبب الخطيئة انقلب العالم ضدا للانسان، وليس للانسان في شقائه شيء يعطيه لله سوى أعمال أفسدتها الخطيئة، لأنه بارتكابه الخطيئة كل يوم يفسد عمله، لذلك يقول أشعيا النبي: (ان برنا هو كخرقة حائض)، فكيف يكون للانسان استحقاق وهو غير قادر على الترضية؟، لعل الانسان لا يخطئ؟، من المؤكد إن إلهنا يقول على لسان نبيه داود: ( إن الصدّيق يسقط سبع مرات في اليوم)، فكم يسقط الفاجر اذا؟، واذا كان برنا فاسدا فكم يكون فجورنا ممقوتا؟، لعمر الله انه لا يوجد شيء يجب على الانسان الاعراض عنه كهذا القول((اني استحق))، ليعرف الانسان أيها الأخ عمل يديه فيرى توا استحقاقه، حقا ان كل عمل صالح يصدر عن الانسان لا يفعله الانسان بل إنما يفعله الله فيه، لأن وجوده من الله الذي خلقه، أما ما يفعله الانسان فهو أن يخالف خالقه ويرتكب الخطيئة التي لا يستحق عليها جزاءا بل عذابا.
الفصل الثاني والثمانون بعد المئة
لم يخلق الله الانسان كما قلت فقط بل خلقه كاملا، ولقد أعطاه ملاكين ليحرساه، وبعث له الانبياء، ومنحه الشريعة، ومنحه الايمان، وينقذه كل دقيقة من الشيطان، ويريد أن يهبه الجنة، بل أكثر من ذلك فإن الله يريد ان يعطى نفسه للانسان، فتأملوا اذا كان الدين عظيما، فلمحو هذه وجب عليكم أن تكونوا أنتم قد خلقتم الانسان من العدم، وأن تكونوا قد خلقتم أنبياء بعدد ما بعث الله مع ( خلق ) عالم وجنة، بل أكثر من ذلك مع خلق إله عظيم وجواد كإلهنا ، وأن تهبوها برمتها لله، فبهذا يمحى الدين ويبقى عليكم فرض تقديم الشكر لله فقط، ولكن لما كنتم غير قادرين على خلق ذبابة واحدة ولما كان لا يوجد إلا إله واحد وهو سيد كل الاشياء فكيف تقدرون أن تمحوا دينكم؟، حقا ان أقرضكم أحد مئة قطعة من الذهب وجب عليكم أن تردوا مئة قطعة من الذهب، وعليه فان معنى هذا أيها الاخ هو أنه لما كان الله سيد الجنة وكل شيء يقدر أن يقول كل ما يشاء ويهب كل ما يشاء، لذلك لما قال لابراهيم: (اني أكون جزاءك العظيم) لم يقدر ابراهيم أن يقول(الله جزائي)بل(الله هبتي وديني)، لذلك يجب عليك أيها الاخ عندما تخطب في الشعب أن تفسر هذه الآية هكذا: (ان الله يهب الانسان كذا وكذا من الاشياء اذا عمل الانسان حسنا، متى كلمك الله أيها الانسان وقال: (انك يا عبدي قد عملت حسنا حبا فيّ فأي جزاء تطلبه مني أنا إلهك ؟ ) ، فأجب أنت : ( لما كنت يا رب عمل يديك فلا يليق أن يكون فيّ خطيئة وهو ما يحبه الشيطان ، فارحم يا رب لأجل مجدك أعمال يديك، فاذا قال الله: (قد عفوت عنك وأريد الآن أن أجزيك) فأجب: (يا رب أنا أستحق العقوبة لما فعلته وأنت تستحق لما فعلته أن تمجد فعاقبني يا رب على ما فعلت وخلِّص ما قد صنعت)، فاذا قال الله: (ما هو العقاب الذي تراه معادلا لخطيئتك؟) فأجب أنت: (يا رب بقدر ما سيكابده كل المنبوذين)، فاذا قال الله: (لما تطلب يا عبدي الأمين عقوبة عظيمة كهذه؟) فأجب أنت: (لو أخذ كل منهم على قدر ما أخذت لكانوا أشد اخلاصا مني في خدمتك)، فاذا قال الله: (متى تريد أن تصيبك هذه العقوبة وكم تكون مدتها؟) فأجب أنت: (الآن والى غير نهاية)، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن رجلا كهذا يكون مرضيا لله أكثر من كل ملائكتة الأطهار، لأن الله يحب الاتضاع الحقيقي ويكره الكبرياء؟، حينئذ شكر الكاتب يسوع وقال له: يا سيدي لنذهب الى بيت خادمك لأن خادمك يقدم لك وللتلاميذ طعاما، فأجاب يسوع: اني أذهب الآن الى هناك متى وعدتني أن تدعوني أخا لا سيدا وتقول أنك أخي لا خادمي فوعد الرجل وذهب يسوع الى بيته.
الفصل الثالث والثمانون بعد المئة
وبينما كانوا جالسين على الطعام قال الكاتب: يا معلم قلت أن الله يحب الاتضاع الحقيقي، فقل لنا ماهو وكيف يكون حقيقيا أو كذبا أجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يصير كطفل صغير لا يدخل ملكوت السماء، تعجب كل أحد لسماع هذا، وقال كل للاخر: كيف يمكن لمن كان ابن ثلاثين وأربعين سنة أن يصير ولدا؟ حقا ان هذا لقول عويص، أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن كلامي لحق، اني قلت لكم أنه يجب على الانسان أن يصير كطفل صغير لأن هذا هو الاتضاع الحقيقي، فانكم لو سألتم ولدا صغيرا : (من صنع ثيابك) يجيب(أبي)، واذا سألتموه(لمن البيت الذي هو فيه؟) يقول(بيت أبي)، واذا سألتموه(من يعطيك لتأكل؟) يجيب: (أبي)، واذا قلتم: (من علمك المشي والتكلم؟) يجيب: (أبي)، ولكن اذا قلتم له: (من شجّ جبهتك فإن جبهتك معصوبه؟) يجيب: (سقطت فشججت رأسي)، واذا قلتم له: (فلماذا وقعت؟) يجيب: (ألا ترون أني صغير حتى لا قوة لي على المشي والاسراع كالبالغ حتى أنه يجب أن يأخذ أبي بيدي اذا كنت أمشي بثبات قدم، ولكن تركني أبي هنيهة لأتعلم المشي جيدا فأحببت أن أسرع فسقطت)، واذا قلتم: (وماذا قال أبوك؟) يجيب: (لماذا لم تمش ببطء أنظر أن لا تترك في المستقبل جانبي).
الفصل الرابع والثمانون بعد المئة
قال يسوع: قولوا لي أهذا صحيح؟، فأجاب التلاميذ والكاتب: انه لصحيح كل الصحة، فقال حينئذ يسوع: ان من يشهد بالله باخلاص قلب أن الله منشئ كل صلاح وأنه هو نفسه منشئ الخطيئة يكون متضعا، ولكن من يتكلم بلسانه كما يتكلم الولد ويناقضه بالعمل فهو بالتأكيد ذو تواضع كاذب وكبرياء حقيقية، ان الكبرياء تكون في أوجها متى استخدمت الاشياء الوضعية لكيلا توبخها الناس وتمتهنها، فالاتضاع الحقيقي هو مسكنة النفس التي يعرف بها الإنسان نفسه بالحقيقة ، ولكن الصفة الكاذبة إنما هي ضبابة من الجحيم تجعل بصيرة النفس مظلمة بحيث ينسب الانسان إلى الله ما يجب عليه أن ينسبه إلى نفسه ، وعليه فإن الرجل ذا الاتضاع الكاذب يقول أنه متوغل في الخطيئة ولكن اذا قال له أحد أنه خاطئ ثار حنقه عليه واضطهده، ذو الاتضاع الكاذب يقول أن الله أعطاه كل ماله ولكنه هو من جهة لم ينعس بل عمل أعمالا صالحة، فقولوا لي أيها الاخوة كيف يسير فريسيو الزمن الحاضر؟، أجاب الكاتب باكيا: يا معلم ان لفريسيي الزمن الحاضر ثياب الفريسيين واسمهم وما في قلوبهم وأعمالهم سوى كنعانيين، ويا ليتهم لم يغتصبوا اسما كهذا فانهم حينئذ لا يخدعون البسطاء، أيها الزمن القديم كم عاملتنا بقسوة اذ أخذت منا الفريسيين الحقيقيين وتركت لنا الكاذبين.
الفصل الخامس والثمانون بعد المئة
أجاب يسوع: أيها الأخ ليس الزمن هو الذي فعل هذا بل بالحري العالم الشرير، لأن خدمة الله بالحق تمكن في كل زمن، ولكن الناس يصيرون أرد ياء بالاختلاط بالعالم أي بالعوائد الرديئة في كل زمن، الا تعلم أن جحيزي خادم اليسع النبي لما كذب وأورث سيده الخجل أخذ نقود نعمان السرياني وثوبه، ومع ذلك كان لأليسع عدد وافر من الفريسيين جعله الله يتنبأ لهم، الحق أقول لك أنه قد بلغ من ميل الناس لعمل الشر ومن اغراء العالم لهم بذلك ومن اغواء الشيطان اياهم على الشر مبلغا يعرض معه فريسيو الزمن الحاضر عن كل عمل صالح وكل قدوة طاهرة، وان لفي مثال جحيزي كفاية لهم ليكونوا منبوذين من الله، أجاب الكاتب: ان ذلك لصحيح، فقال من ثم يسوع: أريد أن تقص علي مثال حجي وهوشع نبي الله لنرى الفريسي الحقيقي، أجاب الكاتب: ماذا أقول يا معلم حقا ان كثيرين لا يصدقون مع أنه مكتوب في دانيال النبي ولكن اطاعة لك أقص الحقيقة، ] كان حجي ابن خمس عشرة سنة عندما خرج من عند أناثوث ليخدم عوبديا النبي بعد أن باع ارثه ووهبه للفقراء، أما عوبديا الشيخ الذي عرف اتضاع حجي فاستعمله بمثابة كتاب يعلم به تلاميذه، فلذلك كان يكثر من تقديم الأثواب والأطعمة الفاخرة له، ولكن حجي كان دائما يرد الرسول قائلا: (اذهب وعد الى البيت لأنك قد ارتكبت خطأ، أفيرسل لي عوبديا أشياء كهذه ؟، لا البتة لأنه يعرف أني لا أصلح لشيء بل إنما أرتكب الخطيئة)، ومتى كان عند عوبديا شيء رديء أعطاه لمن ولي حجي لكي يراه فكان اذا رآه حجي يقول في نفسه: ( ها هو ذا عوبديا قد نسيني بلا ريب لأن هذا الشيء لا يصلح الا لي لأني شر من الجميع، ومهما كان الشيء رديئا فمتى أخذته من عوبديا الذي منحني الله اياه على يديه صار كنزا).
قال يسوع لتلاميذه: ماذا يجدي نفعا قوله يتلذذون، حقا ان الله يتكلم جليا، ولكن ما فائدة الأنهر الأربعة من السائل الثمين في الجنة مع ثمار وافرة جدا؟، فمن المؤكد أن الله لا يأكل والملائكة لا تأكل والنفس لا تأكل والحس لا يأكل بل الجسد الذي هو جسمنا، فمجد الجنة هو طعام الجسد، أما النفس والحس فلهما الله ومحادثة الملائكة والأرواح المباركة، وأما ذلك المجد فسيوضحه بأجلى بيان رسول الله الذي هو أدرى بالأشياء من كل مخلوق لأن الله قد خلق كل شيء حبا فيه، قال برتولوماوس: يا معلم أيكون مجد الجنة لكل واحد على السواء؟، فاذا كان على السواء فهو ليس من العدل، واذا لم يكن على السواء فالاصغر يحسد الاعظم، أجاب يسوع: لا يكون على السواء لان الله عادل، وسيكون كل أحد قنوعا اذ لا حسد هناك، قل لي يا برتولوماوس يوجد سيد عنده كثيرون من الخدمة ويلبس جميع خدمه هؤلاء لباسا واحدا، أيحزن اذا الغلمان اللابسون لباس الغلمان لأنه ليس لهم ثياب البالغين؟، بل بالعكس لو أراد البالغون أن يلبسوهم ثيابهم الكبيرة لتغيَّظوا لانه لما لم تكن الاثواب موافقة لحجمهم يزعمون أنهم سخرية، فارفع اذن يا برتولوماوس قلبك لله في الجنة فترى أن للجميع مجدا واحدا ومع أنه يكون كثيرا لواحد وقليلا للآخر فهو لا يولد شيئا من الحسد.
الفصل السابع والسبعون بعد المئة
حينئذ قال من يكتب: يا معلم أللجنة نور من الشمس كما لهذا العالم؟، أجاب يسوع: هكذا قال لي الله يا برنابا: (ان للعالم الذي تسكنون فيه أيها البشر الخطأة الشمس والقمر والنجوم تزينه لفائدتكم وحبوركم، لاني لأجل هذا خلقتها، أتحسبون اذا أن البيت الذي يسكن فيه المؤمنون بي لا يكون أفضل؟، حقا إنكم تخطئون في هذا الحسبان، لأني أنا إلهكم هو شمس الجنة ورسولي هو القمر الذي يستمد مني كل شيء، والنجوم أنبيائي الذين قد بشروكم بشيء، فكما أخذ المؤمنون بي كلمتي من أنبيائي (هنا) سينالون كذلك مسرة وحبورا بواسطتهم في جنة مسراتي ؟.
الفصل الثامن والسبعون بعد المئة
ثم قال يسوع: ليكفكم هذا في معرفة الجنة، فعاد من ثم برتولوماوس وقال: يا معلم كن طويل الأناة عليّ اذا سألتك مسألة، قال يسوع: قل ما تريد؟، قال برتولوماوس: حقا ان الجنة لواسعة لأنه اذا كان فيها خيرات عظيمة هذا مقدارها فلا بد أن تكون واسعة، أجاب يسوع: ان الجنة واسعة جداحتى أنه لا يقدر أحد أن يقيسها، الحق أقول لك أن السموات تسع موضوعة بينها السيارات التي تبعد إحداها عن الأخرى مسيرة رجل خمس مئة سنة، وكذلك الأرض على مسيرة خمس مئة سنة من السماء الأولى، ولكن قف عند قياس السماء الأولى التي تزيد عن الأرض برمتها كما تزيد الأرض عن حبة رمل، وهكذا تزيد السماء الثانية عن الأولى والثالثة عن الثانية وهلم جرا حتى السماء الأخيرة كل منها تزيد عما يليها، والحق أقول لكم أن الجنة أكبر من الأرض برمتها والسموات برمتها كما أن الأرض برمتها أكبر من حبة رمل، فقال حينئذ بطرس: يا معلم لا بد أن تكون الجنة أكبر من الله لان الله يرى داخلها، أجاب يسوع: صه يا بطرس لأنك تجدف على غير هدى.
الفصل التاسع والسبعون بعد المئة
حينئذ جاء الملاك جبريل ليسوع، وأراه مرآة براقة كالشمس، رأى فيها هذه الكلمات مكتوبة: (لعمري أنا الأبدي، كما أن الجنة أكبر من السموات برمتها والأرض وكما أن الأرض برمتها أكبر من حبة رمل هكذا أنا أكبر من الجنة، بل أكثر كثيرا من ذلك عدد حبوب رمل البحر وقطرات الماء في البحر وعشب الأرض وأوراق الأشجار وجلود الحيوانات، بل أكثر من ذلك كثيرا عدد حبوب الرمل التي تملأ السموات والجنة بل أكثر)، حينئذ قال يسوع: لنسجد لإلهنا المبارك إلى الأبد ، فطأطأوا من ثم رؤوسهم مئة مرة وعفَّروا الأرض بوجوههم في الصلاة، ولما انتهت الصلاة دعا يسوع بطرس وأخبره هو وكل التلاميذ بما رأى، وقال لبطرس: ان نفسك التي هي أعظم من الأرض برمتها ترى بعين واحدة الشمس التي هي أكبر من الأرض بألوف من المرار، فأجاب بطرس: ان ذلك لصحيح، فقال حينئذ يسوع: هكذا ترى الله خالقك بواسطة الجنة، وبعد أن قال يسوع هذا شكر الله ربنا مصليا لأجل بيت اسرائيل والمدينة المقدسة، فأجاب كل واحد: ليكن كذلك يا رب.
الفصل الثمانون بعد المئة
ولما كان يسوع ذات يوم في رواق سليمان دنا منه أحد(فرقة) الكتبة وهو احد الذين يخطبون في الشعب، وقال له: يا معلم لقد خطبت في هذا الشعب مرارا عديدة وفي خاطري آية من الكتاب اشكل علي فهمها، أجاب يسوع: وما هي؟، قال الكاتب: هي ما قاله الله لإبراهيم ابينا : ( إني أكون جزاءك العظيم ) فكيف يستحق الانسان(هذا الجزاء)، فتهلل حينئذ يسوع بالروح وقال: حقا انك لست بعيدا عن ملكوت الله، أصخ السمع الي لاني أفيدك معنى هذا التعليم، لما كان الله غير محدود والانسان محدودا لم يستحق الانسان الله فهل هذا موضوع ريبتك أيها الأخ؟، أجاب الكاتب باكيا: يا سيد انك تعرف قلبي، تكلم اذا لأن نفسي تروم أن تسمع صوتك، فقال حينئذ يسوع: لعمر الله ان الانسان لا يستحق النفس القليل الذي يأخذه كل دقيقة، فلما سمع الكاتب هذا كاد يجن وانذهل كذلك التلاميذ لأنهم ذكروا ما قال يسوع انهم مهما أعطوا في حب الله يأخذون مئة ضعف، حينئذ قال : لو أقرضكم أحد مئة قطعة من الذهب فصرفتم هذه القطع أفتقولون لذلك الانسان: اني أعطيك ورقة كرمة عفنة فاعطني بها بيتك لأني أستحقه؟، أجاب الكاتب: لا يا سيدي لأنه يجب عليه أن يدفع ما عليه ثم عليه اذا أراد شيئا أن يعطي أشياء جيدة ولكن ما نفع ورقة فاسدة؟
الفصل الحادي والثمانون بعد المئة
أجاب يسوع: لقد قلت حسنا أيها الأخ، فقل لي من خلق الانسان من لا شيء؟، من المؤكد أنه هو الله الذي وهبه العالم برمته لمنفعته، ولكن الانسان قد صرفه كله بارتكاب الخطيئة، لانه بسبب الخطيئة انقلب العالم ضدا للانسان، وليس للانسان في شقائه شيء يعطيه لله سوى أعمال أفسدتها الخطيئة، لأنه بارتكابه الخطيئة كل يوم يفسد عمله، لذلك يقول أشعيا النبي: (ان برنا هو كخرقة حائض)، فكيف يكون للانسان استحقاق وهو غير قادر على الترضية؟، لعل الانسان لا يخطئ؟، من المؤكد إن إلهنا يقول على لسان نبيه داود: ( إن الصدّيق يسقط سبع مرات في اليوم)، فكم يسقط الفاجر اذا؟، واذا كان برنا فاسدا فكم يكون فجورنا ممقوتا؟، لعمر الله انه لا يوجد شيء يجب على الانسان الاعراض عنه كهذا القول((اني استحق))، ليعرف الانسان أيها الأخ عمل يديه فيرى توا استحقاقه، حقا ان كل عمل صالح يصدر عن الانسان لا يفعله الانسان بل إنما يفعله الله فيه، لأن وجوده من الله الذي خلقه، أما ما يفعله الانسان فهو أن يخالف خالقه ويرتكب الخطيئة التي لا يستحق عليها جزاءا بل عذابا.
الفصل الثاني والثمانون بعد المئة
لم يخلق الله الانسان كما قلت فقط بل خلقه كاملا، ولقد أعطاه ملاكين ليحرساه، وبعث له الانبياء، ومنحه الشريعة، ومنحه الايمان، وينقذه كل دقيقة من الشيطان، ويريد أن يهبه الجنة، بل أكثر من ذلك فإن الله يريد ان يعطى نفسه للانسان، فتأملوا اذا كان الدين عظيما، فلمحو هذه وجب عليكم أن تكونوا أنتم قد خلقتم الانسان من العدم، وأن تكونوا قد خلقتم أنبياء بعدد ما بعث الله مع ( خلق ) عالم وجنة، بل أكثر من ذلك مع خلق إله عظيم وجواد كإلهنا ، وأن تهبوها برمتها لله، فبهذا يمحى الدين ويبقى عليكم فرض تقديم الشكر لله فقط، ولكن لما كنتم غير قادرين على خلق ذبابة واحدة ولما كان لا يوجد إلا إله واحد وهو سيد كل الاشياء فكيف تقدرون أن تمحوا دينكم؟، حقا ان أقرضكم أحد مئة قطعة من الذهب وجب عليكم أن تردوا مئة قطعة من الذهب، وعليه فان معنى هذا أيها الاخ هو أنه لما كان الله سيد الجنة وكل شيء يقدر أن يقول كل ما يشاء ويهب كل ما يشاء، لذلك لما قال لابراهيم: (اني أكون جزاءك العظيم) لم يقدر ابراهيم أن يقول(الله جزائي)بل(الله هبتي وديني)، لذلك يجب عليك أيها الاخ عندما تخطب في الشعب أن تفسر هذه الآية هكذا: (ان الله يهب الانسان كذا وكذا من الاشياء اذا عمل الانسان حسنا، متى كلمك الله أيها الانسان وقال: (انك يا عبدي قد عملت حسنا حبا فيّ فأي جزاء تطلبه مني أنا إلهك ؟ ) ، فأجب أنت : ( لما كنت يا رب عمل يديك فلا يليق أن يكون فيّ خطيئة وهو ما يحبه الشيطان ، فارحم يا رب لأجل مجدك أعمال يديك، فاذا قال الله: (قد عفوت عنك وأريد الآن أن أجزيك) فأجب: (يا رب أنا أستحق العقوبة لما فعلته وأنت تستحق لما فعلته أن تمجد فعاقبني يا رب على ما فعلت وخلِّص ما قد صنعت)، فاذا قال الله: (ما هو العقاب الذي تراه معادلا لخطيئتك؟) فأجب أنت: (يا رب بقدر ما سيكابده كل المنبوذين)، فاذا قال الله: (لما تطلب يا عبدي الأمين عقوبة عظيمة كهذه؟) فأجب أنت: (لو أخذ كل منهم على قدر ما أخذت لكانوا أشد اخلاصا مني في خدمتك)، فاذا قال الله: (متى تريد أن تصيبك هذه العقوبة وكم تكون مدتها؟) فأجب أنت: (الآن والى غير نهاية)، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن رجلا كهذا يكون مرضيا لله أكثر من كل ملائكتة الأطهار، لأن الله يحب الاتضاع الحقيقي ويكره الكبرياء؟، حينئذ شكر الكاتب يسوع وقال له: يا سيدي لنذهب الى بيت خادمك لأن خادمك يقدم لك وللتلاميذ طعاما، فأجاب يسوع: اني أذهب الآن الى هناك متى وعدتني أن تدعوني أخا لا سيدا وتقول أنك أخي لا خادمي فوعد الرجل وذهب يسوع الى بيته.
الفصل الثالث والثمانون بعد المئة
وبينما كانوا جالسين على الطعام قال الكاتب: يا معلم قلت أن الله يحب الاتضاع الحقيقي، فقل لنا ماهو وكيف يكون حقيقيا أو كذبا أجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يصير كطفل صغير لا يدخل ملكوت السماء، تعجب كل أحد لسماع هذا، وقال كل للاخر: كيف يمكن لمن كان ابن ثلاثين وأربعين سنة أن يصير ولدا؟ حقا ان هذا لقول عويص، أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته أن كلامي لحق، اني قلت لكم أنه يجب على الانسان أن يصير كطفل صغير لأن هذا هو الاتضاع الحقيقي، فانكم لو سألتم ولدا صغيرا : (من صنع ثيابك) يجيب(أبي)، واذا سألتموه(لمن البيت الذي هو فيه؟) يقول(بيت أبي)، واذا سألتموه(من يعطيك لتأكل؟) يجيب: (أبي)، واذا قلتم: (من علمك المشي والتكلم؟) يجيب: (أبي)، ولكن اذا قلتم له: (من شجّ جبهتك فإن جبهتك معصوبه؟) يجيب: (سقطت فشججت رأسي)، واذا قلتم له: (فلماذا وقعت؟) يجيب: (ألا ترون أني صغير حتى لا قوة لي على المشي والاسراع كالبالغ حتى أنه يجب أن يأخذ أبي بيدي اذا كنت أمشي بثبات قدم، ولكن تركني أبي هنيهة لأتعلم المشي جيدا فأحببت أن أسرع فسقطت)، واذا قلتم: (وماذا قال أبوك؟) يجيب: (لماذا لم تمش ببطء أنظر أن لا تترك في المستقبل جانبي).
الفصل الرابع والثمانون بعد المئة
قال يسوع: قولوا لي أهذا صحيح؟، فأجاب التلاميذ والكاتب: انه لصحيح كل الصحة، فقال حينئذ يسوع: ان من يشهد بالله باخلاص قلب أن الله منشئ كل صلاح وأنه هو نفسه منشئ الخطيئة يكون متضعا، ولكن من يتكلم بلسانه كما يتكلم الولد ويناقضه بالعمل فهو بالتأكيد ذو تواضع كاذب وكبرياء حقيقية، ان الكبرياء تكون في أوجها متى استخدمت الاشياء الوضعية لكيلا توبخها الناس وتمتهنها، فالاتضاع الحقيقي هو مسكنة النفس التي يعرف بها الإنسان نفسه بالحقيقة ، ولكن الصفة الكاذبة إنما هي ضبابة من الجحيم تجعل بصيرة النفس مظلمة بحيث ينسب الانسان إلى الله ما يجب عليه أن ينسبه إلى نفسه ، وعليه فإن الرجل ذا الاتضاع الكاذب يقول أنه متوغل في الخطيئة ولكن اذا قال له أحد أنه خاطئ ثار حنقه عليه واضطهده، ذو الاتضاع الكاذب يقول أن الله أعطاه كل ماله ولكنه هو من جهة لم ينعس بل عمل أعمالا صالحة، فقولوا لي أيها الاخوة كيف يسير فريسيو الزمن الحاضر؟، أجاب الكاتب باكيا: يا معلم ان لفريسيي الزمن الحاضر ثياب الفريسيين واسمهم وما في قلوبهم وأعمالهم سوى كنعانيين، ويا ليتهم لم يغتصبوا اسما كهذا فانهم حينئذ لا يخدعون البسطاء، أيها الزمن القديم كم عاملتنا بقسوة اذ أخذت منا الفريسيين الحقيقيين وتركت لنا الكاذبين.
الفصل الخامس والثمانون بعد المئة
أجاب يسوع: أيها الأخ ليس الزمن هو الذي فعل هذا بل بالحري العالم الشرير، لأن خدمة الله بالحق تمكن في كل زمن، ولكن الناس يصيرون أرد ياء بالاختلاط بالعالم أي بالعوائد الرديئة في كل زمن، الا تعلم أن جحيزي خادم اليسع النبي لما كذب وأورث سيده الخجل أخذ نقود نعمان السرياني وثوبه، ومع ذلك كان لأليسع عدد وافر من الفريسيين جعله الله يتنبأ لهم، الحق أقول لك أنه قد بلغ من ميل الناس لعمل الشر ومن اغراء العالم لهم بذلك ومن اغواء الشيطان اياهم على الشر مبلغا يعرض معه فريسيو الزمن الحاضر عن كل عمل صالح وكل قدوة طاهرة، وان لفي مثال جحيزي كفاية لهم ليكونوا منبوذين من الله، أجاب الكاتب: ان ذلك لصحيح، فقال من ثم يسوع: أريد أن تقص علي مثال حجي وهوشع نبي الله لنرى الفريسي الحقيقي، أجاب الكاتب: ماذا أقول يا معلم حقا ان كثيرين لا يصدقون مع أنه مكتوب في دانيال النبي ولكن اطاعة لك أقص الحقيقة، ] كان حجي ابن خمس عشرة سنة عندما خرج من عند أناثوث ليخدم عوبديا النبي بعد أن باع ارثه ووهبه للفقراء، أما عوبديا الشيخ الذي عرف اتضاع حجي فاستعمله بمثابة كتاب يعلم به تلاميذه، فلذلك كان يكثر من تقديم الأثواب والأطعمة الفاخرة له، ولكن حجي كان دائما يرد الرسول قائلا: (اذهب وعد الى البيت لأنك قد ارتكبت خطأ، أفيرسل لي عوبديا أشياء كهذه ؟، لا البتة لأنه يعرف أني لا أصلح لشيء بل إنما أرتكب الخطيئة)، ومتى كان عند عوبديا شيء رديء أعطاه لمن ولي حجي لكي يراه فكان اذا رآه حجي يقول في نفسه: ( ها هو ذا عوبديا قد نسيني بلا ريب لأن هذا الشيء لا يصلح الا لي لأني شر من الجميع، ومهما كان الشيء رديئا فمتى أخذته من عوبديا الذي منحني الله اياه على يديه صار كنزا).
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:20 pm من طرف hamdy222
» حقيبة المسلم
الأحد فبراير 28, 2010 4:08 am من طرف hamdy222
» صلوات على محمد لباسم الكربلائى;
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 2:35 pm من طرف Admin
» أسماء الله الحسنى للنقشبندى
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 1:54 pm من طرف Admin
» بروتوكولات حكماء صهيون
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 12:50 pm من طرف Admin
» ربى قعوار ..لماذا أسلمت..؟ 2
الخميس سبتمبر 11, 2008 11:00 am من طرف زائر
» ربى قعوار ..لماذا أسلمت..؟
الخميس سبتمبر 11, 2008 10:58 am من طرف زائر
» افتتاح موقع جديد عن سيدنا رسول الله
الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:32 pm من طرف Admin
» كلام من قلب مؤمن...لماذا أسلمت...
الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:10 pm من طرف Admin