لفصل السادس والثمانون
ليكن صديقك صديقا يقبل الاصلاح كما يريد هو أن يصلحك، وكما انه يريد أن تترك كل شيء حبا في الله فعليه أن يرضى بأن تتركه لاجل خدمة الله، ولكن قل لي اذا كان الانسان لا يعرف كيف يحب الله فكيف يعرف كيف يحب نفسه، وكيف يعرف كيف يحب الاخرين اذا كان لا يعرف كيف يحب نفسه؟ ، حقا ان هذا لمحال، فمتى اخترت لك صديقا( لأن من لا صديق له مطلقا هو فقير جدا) فانظر أولا لا الى نسبة الحسن ولا الى اسرته ولا الى بيته الحسن ولا الى ثيابه الحسنة ولا الى شخصه الحسن ولا الى كلامه الحسن أيضا لأنك (حينئذ) تغش بسهولة، بل انظر كيف يخاف الله وكيف يحتقر الاشياء الارضية وكيف يحب الاعمال الصالحة وعلى نوع أخص كيف يبغض جسده فيسهل عليك (حينئذ) وجدان ((أن تجد)) الصديق الصادق، انظر على نوع أخص اذا كان يخاف الله ويحتقر اباطيل العالم واذا كان دائما منهمكا بالاعمال الصالحة ويبغض جسده كعدو عات، ولا يجب عليك أيضا أن تحب صديقا كهذا بحيث أن حبك ينحصر فيه لأنك تكون عابد صنم، بل احبه كهبة وهبك الله اياها فيزينه الله بفضل أعظم، الحق أقول لكم ان من وجد صديقا وجد احدى مسرات الفردوس بل هو مفتاح الفردوس، أجاب تدايوس: ولكن اذا اتفق لانسان صديق لا ينطبق على ما قلت يا معلم فماذا يجب عليه أن يفعل؟ أيجب عليه أن يهجره؟، أجاب يسوع: يجب عليه أن يفعل ما يفعله النوتي بالمركب الذي يسيره ما رأى منه نفعا ولكن متى وجد فيه خسارة تركه، هكذا يجب أن تفعل بصديق شر منك، فاتركه في الاشياء التي يكون فيها عثرة لك اذا كنت لا تود أن تتركك رحمة الله.
الفصل السابع والثمانون
ويل للعالم من العثرات، لا بد أن تأتي العثرات لأن العالم يقيم في الاثم، ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة، خير للانسان أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر من أن يعثر جاره، اذا كانت عينك عثرة لك فاقلعها لأنه خير لك أن تدخل الجنة أعور من أن تدخل الجحيم ولك عينان، ان أعثرتك يدك أو رجلك فافعل بهما كذلك لأنه خير لك أن تدخل ملكوت السماء أعرج أو أقطع من أن تدخل الجحيم ولك يدان ورجلان، فقال سمعان المسمى بطرس: يا سيد كيف يجب أن أفعل هذا؟ حقا انني اصير أبتر في زمن وجيز؟، أجاب يسوع: يا بطرس اخلع الحكمة الجسدية تجد الحق توا، لأن من يعلمك هو عينك ومن يساعدك للعمل هو رجلك ومن يخدمك في شيء ما هو يدك، فمتى كانت أمثال هذه باعثا على الخطيئة فاتركها، لأنه خير لك أن تدخل الجنة جاهلا فقيرا ذا أعمال قليلة من أن تدخل الجحيم بأعمال عظيمة وأنت متعلم غني، فاطرح عنك كل ما يمنعك عن خدمة الله كما يطرح الانسان كل ما يعيق بصره، ولما قال يسوع هذا دعا بطرس الى جانبه وقال له: اذا أخطأ اخوك اليك فاذهب واصلحه، فاذا هو اصطلح فتهلل لأنك قد ربحت أخاك، وان لم يصطلح فاذهب وادع شاهدين وأصلحه أيضا، فان لم يصطلح فأخبر الكنيسة بذلك، فان لم يصطلح حينئذ فاحسبه كافرا، ولذلك لا تسكن سقف البيت الذي يسكنه، ولا تأكل على المائدة التي يجلس اليها، ولا تكلمه، حتى انك ان علمت أين يضع قدمه اثناء المشي فلا تضع قدمك هناك.
الفصل الثامن والثمانون
ولكن احذر من أن تحسب نفسك أفضل منه، بل يجب عليك أن تقول هكذا: بطرس بطرس انك لو لم يساعدك الله لكنت شرا منه، أجاب بطرس: كيف يجب علي أن اصلحه؟، فأجاب يسوع: بالطريقة التي تحب أنت نفسك أن تصلح بها، فكما تريد أن تعامل بالحلم هكذا عامل الاخرين، صدقني يا بطرس لأني أقول لك الحق انك كل مرة تصلح أخاك بالرحمة تنال رحمة من الله وتثمر كلماتك بعض الثمر، ولكن اذا فعلت ذلك بالقسوة يقاصك عدل الله بقسوة ولا تأتي بثمر، قل لي يا بطرس أيغسل الفقراء مثلا هذه القدور الفخارية التي يطبخون فيها طعامهم بالحجارة والمطارق الحديدية؟، كلا ثم كلا بل بماء سخن، فالقدور تحطم بالحديد والاشياء الخشبية تحرقها النار أما الانسان فانه يصلح بالرحمة، فمتى أصلحت أخاك قل لنفسك: (( اذ لم يعضدني الله فاني فاعل غدا شرا من كل ما فعل هو اليوم )) ، أجاب بطرس: كم مرة أغفر لأخي يا معلم؟، أجاب يسوع: بعدد ما تريد أن يغفر لك، فقال بطرس: أسبع مرات في اليوم؟، أجاب يسوع: لا أقول سبعا فقط بل تغفر له كل يوم سبعين سبع مرات، لأن من يَغفر يُغفر له ومن يدِن يدان، حينئذ قال من يكتب هذا: ويل للرؤساء لأنهم سيذهبون الى الجحيم، فوبخه يسوع قائلا: لقد صرت غبيا يا برنابا اذ تكلمت هكذا، الحق أقول لك ان الحمام ليس بضروري للجسم ولا اللجام للفرس ولا يد الدفة للسفينة كضرورة الرئيس للبلاد، ولأي سبب اذن قال الله لموسى ويوشع وصموئيل وداود وسليمان ولكثيرين آخرين أن يصدروا أحكاما، إنما اعطى الله السيف لمثل هؤلاء لاستئصال الإثم ، فقال حينئذ من يكتب هذا : كيف يجب اصدار الحكم بالقصاص والعفو؟، أجاب يسوع: ليس كل أحد قاضيا يا برنابا لأن للقاضي وحده أن يدين الآخرين، وعلى القاضي أن يقتص من المجرم كما يأمر الأب بقطع عضو فاسد من ابنه لكيلا يفسد الجسد كله.
الفصل التاسع والثمانون
قال بطرس: كم يجب علي أن أمهل أخي ليتوب؟، أجاب يسوع: بقدر ما تريد أن تمهل، أجاب بطرس: لا يفهم كل أحد هذا فكلمنا بوضوح أتم، أجاب يسوع: أمهل أخاك ما أمهله الله، فقال بطرس: ولا يفهمون هذا أيضا، أجاب يسوع: أمهله ما دام له وقت للتوبة، فحزن بطرس والباقون لأنهم لم يفقهوا المراد، عندئذ قال يسوع: لو كان عندكم ادراك صحيح وعرفتم انكم أنتم أنفسكم خطاة لما خطر في بالكم مطلقا أن تنزعوا من قلوبكم الرحمة بالخاطئ، ولذلك أقول لكم صريحا انه يجب أن يمهل الخاطئ ليتوب ما دام له نفس تتنفس من وراء أسنانه، لأنه هكذا يمهله إلهنا القدير الرحيم ، إن الله لم يقل: إني أغفر للخاطئ في الساعة التي يصوم و يتصدق ويصلي ويحج فيها ، وهو ما قام به كثيرون وهم ملعونون لعنة أبدية ، ولكنه قال : (( في الساعة التي يندب الخاطئ خطاياه(أنسى) أثمه فلا أذكره بعد)) ثم قال يسوع: أفهمتم؟، أجاب التلاميذ: فهمنا بعضا دون بعض، أجاب يسوع: ما هو الذي لم تفهموه؟، فأجابوا: كون كثيرين من الذين صلوا مع الصيام ملعونين، حينئذ قال يسوع: الحق أقول لكم ان المرائين والامم يصلون ويتصدقون ويصومون اكثر من اخلاء الله، ولكن لما لم يكن لهم ايمان لم يتمكنوا من التوبة ولهذا كانوا ملعونين، فقال حينئذ يوحنا: علمنا ما هو الايمان حبا في الله، أجاب يسوع: قد حان لنا أن نصلي صلاة الفجر، فنهضوا واغتسلوا وصلوا لإلهنا المبارك إلى الأبد .
الفصل التسعون
فلما انتهت الصلاة اقترب تلاميذ يسوع اليه ففتح فاه وقال: اقترب يا يوحنا لأني اليوم سأجيبك عن كل ما سألت، الايمان خاتم يختم الله به مختاريه وهو خاتم أعطاه لرسوله الذي أخذ كل مختار الايمان على يديه فالايمان واحد كما ان الله واحد لذلك لما خلق الله قبل كل شيء رسوله وهبه قبل كل شيء الايمان الذي هو بمثابة صورة الله وكل ما صنع الله وما قال، فيرى المؤمن بايمانه كل شيء أجلى من رؤيته اياه بعينيه، لأن العينين قد تخطئان بل تكادان تخطئان على الدوام، أما الايمان فلن يخطئ لأن أساسه الله وكلمته، صدقني انه بالايمان يخلص كل مختاري الله، ومن المؤكد انه بدون ايمان لا يمكن لأحد أن يرضى الله، لذلك لا يحاول الشيطان أن يبطل الصوم والصلاة والصدقات والحج بل هو يحرض الكافرين عليها لأنه يسر أن يرى الانسان يشتغل بدون الحصول على اجرة، بل يحاول جهده بجد أن يبطل الايمان لذلك وجب بوجه أخص أن يحرص على الايمان بجد، وآمن طريقة لذلك أن تترك لفظة (لماذا) لأن (لماذا) أخرجت البشر من الفردوس وحولت الشيطان من ملاك جميل الى شيطان مريع، فقال يوحنا: كيف نترك (لماذا) وهي باب العلم؟، أجاب يسوع: بل (لماذا) هي باب الجحيم، فصمت يوحنا أما يسوع فزاد: متى علمت ان الله قال شيئا فمن أنت أيها الانسان حتى تتقعر(( لماذا قلت يا الله كذا لماذا فعلت كذا؟)) أيقول الاناء الخزفي لصانعه مثلا: لماذا صنعتني لأحوي ماءا لا لأحوي بلسما؟، الحق أقول لكم انه يجب في كل تجربة أن تتقووا بهذه الكلمة قائلين: إنما الله قال كذا إنما الله فعل كذا إنما الله يريد كذا ، لأنك إن فعلت هذا عشت في أمن .
الفصل الحادي والتسعون
وحدث في هذا الزمن اضطراب عظيم في اليهودية كلها لأجل يسوع، لأن الجنود الرومانية أثارت بعمل الشيطان العبرانيين قائلين: ان يسوع هو الله قد جاء ليفتقدهم، فحدثت بسبب ذلك فتنة كبرى حتى ان اليهودية كلها تدججت بالسلاح مدة الاربعين يوما فقام الابن على الاب والاخ على الاخ، لأن فريقا قال: ( ان يسوع هو الله قد جاء الى العالم)، وقال فريق آخر: (كلا بل هو ابن الله) وقال آخرون: ( كلا لأنه ليس لله شبه بشري) ولذلك لا يلد بل ان يسوع الناصري نبي الله، وقد نشأ هذا عن الآيات العظيمة التي فعلها يسوع، فترتب على رئيس الكهنة تسكينا للشعب أن
ليكن صديقك صديقا يقبل الاصلاح كما يريد هو أن يصلحك، وكما انه يريد أن تترك كل شيء حبا في الله فعليه أن يرضى بأن تتركه لاجل خدمة الله، ولكن قل لي اذا كان الانسان لا يعرف كيف يحب الله فكيف يعرف كيف يحب نفسه، وكيف يعرف كيف يحب الاخرين اذا كان لا يعرف كيف يحب نفسه؟ ، حقا ان هذا لمحال، فمتى اخترت لك صديقا( لأن من لا صديق له مطلقا هو فقير جدا) فانظر أولا لا الى نسبة الحسن ولا الى اسرته ولا الى بيته الحسن ولا الى ثيابه الحسنة ولا الى شخصه الحسن ولا الى كلامه الحسن أيضا لأنك (حينئذ) تغش بسهولة، بل انظر كيف يخاف الله وكيف يحتقر الاشياء الارضية وكيف يحب الاعمال الصالحة وعلى نوع أخص كيف يبغض جسده فيسهل عليك (حينئذ) وجدان ((أن تجد)) الصديق الصادق، انظر على نوع أخص اذا كان يخاف الله ويحتقر اباطيل العالم واذا كان دائما منهمكا بالاعمال الصالحة ويبغض جسده كعدو عات، ولا يجب عليك أيضا أن تحب صديقا كهذا بحيث أن حبك ينحصر فيه لأنك تكون عابد صنم، بل احبه كهبة وهبك الله اياها فيزينه الله بفضل أعظم، الحق أقول لكم ان من وجد صديقا وجد احدى مسرات الفردوس بل هو مفتاح الفردوس، أجاب تدايوس: ولكن اذا اتفق لانسان صديق لا ينطبق على ما قلت يا معلم فماذا يجب عليه أن يفعل؟ أيجب عليه أن يهجره؟، أجاب يسوع: يجب عليه أن يفعل ما يفعله النوتي بالمركب الذي يسيره ما رأى منه نفعا ولكن متى وجد فيه خسارة تركه، هكذا يجب أن تفعل بصديق شر منك، فاتركه في الاشياء التي يكون فيها عثرة لك اذا كنت لا تود أن تتركك رحمة الله.
الفصل السابع والثمانون
ويل للعالم من العثرات، لا بد أن تأتي العثرات لأن العالم يقيم في الاثم، ولكن ويل لذلك الانسان الذي به تأتي العثرة، خير للانسان أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر من أن يعثر جاره، اذا كانت عينك عثرة لك فاقلعها لأنه خير لك أن تدخل الجنة أعور من أن تدخل الجحيم ولك عينان، ان أعثرتك يدك أو رجلك فافعل بهما كذلك لأنه خير لك أن تدخل ملكوت السماء أعرج أو أقطع من أن تدخل الجحيم ولك يدان ورجلان، فقال سمعان المسمى بطرس: يا سيد كيف يجب أن أفعل هذا؟ حقا انني اصير أبتر في زمن وجيز؟، أجاب يسوع: يا بطرس اخلع الحكمة الجسدية تجد الحق توا، لأن من يعلمك هو عينك ومن يساعدك للعمل هو رجلك ومن يخدمك في شيء ما هو يدك، فمتى كانت أمثال هذه باعثا على الخطيئة فاتركها، لأنه خير لك أن تدخل الجنة جاهلا فقيرا ذا أعمال قليلة من أن تدخل الجحيم بأعمال عظيمة وأنت متعلم غني، فاطرح عنك كل ما يمنعك عن خدمة الله كما يطرح الانسان كل ما يعيق بصره، ولما قال يسوع هذا دعا بطرس الى جانبه وقال له: اذا أخطأ اخوك اليك فاذهب واصلحه، فاذا هو اصطلح فتهلل لأنك قد ربحت أخاك، وان لم يصطلح فاذهب وادع شاهدين وأصلحه أيضا، فان لم يصطلح فأخبر الكنيسة بذلك، فان لم يصطلح حينئذ فاحسبه كافرا، ولذلك لا تسكن سقف البيت الذي يسكنه، ولا تأكل على المائدة التي يجلس اليها، ولا تكلمه، حتى انك ان علمت أين يضع قدمه اثناء المشي فلا تضع قدمك هناك.
الفصل الثامن والثمانون
ولكن احذر من أن تحسب نفسك أفضل منه، بل يجب عليك أن تقول هكذا: بطرس بطرس انك لو لم يساعدك الله لكنت شرا منه، أجاب بطرس: كيف يجب علي أن اصلحه؟، فأجاب يسوع: بالطريقة التي تحب أنت نفسك أن تصلح بها، فكما تريد أن تعامل بالحلم هكذا عامل الاخرين، صدقني يا بطرس لأني أقول لك الحق انك كل مرة تصلح أخاك بالرحمة تنال رحمة من الله وتثمر كلماتك بعض الثمر، ولكن اذا فعلت ذلك بالقسوة يقاصك عدل الله بقسوة ولا تأتي بثمر، قل لي يا بطرس أيغسل الفقراء مثلا هذه القدور الفخارية التي يطبخون فيها طعامهم بالحجارة والمطارق الحديدية؟، كلا ثم كلا بل بماء سخن، فالقدور تحطم بالحديد والاشياء الخشبية تحرقها النار أما الانسان فانه يصلح بالرحمة، فمتى أصلحت أخاك قل لنفسك: (( اذ لم يعضدني الله فاني فاعل غدا شرا من كل ما فعل هو اليوم )) ، أجاب بطرس: كم مرة أغفر لأخي يا معلم؟، أجاب يسوع: بعدد ما تريد أن يغفر لك، فقال بطرس: أسبع مرات في اليوم؟، أجاب يسوع: لا أقول سبعا فقط بل تغفر له كل يوم سبعين سبع مرات، لأن من يَغفر يُغفر له ومن يدِن يدان، حينئذ قال من يكتب هذا: ويل للرؤساء لأنهم سيذهبون الى الجحيم، فوبخه يسوع قائلا: لقد صرت غبيا يا برنابا اذ تكلمت هكذا، الحق أقول لك ان الحمام ليس بضروري للجسم ولا اللجام للفرس ولا يد الدفة للسفينة كضرورة الرئيس للبلاد، ولأي سبب اذن قال الله لموسى ويوشع وصموئيل وداود وسليمان ولكثيرين آخرين أن يصدروا أحكاما، إنما اعطى الله السيف لمثل هؤلاء لاستئصال الإثم ، فقال حينئذ من يكتب هذا : كيف يجب اصدار الحكم بالقصاص والعفو؟، أجاب يسوع: ليس كل أحد قاضيا يا برنابا لأن للقاضي وحده أن يدين الآخرين، وعلى القاضي أن يقتص من المجرم كما يأمر الأب بقطع عضو فاسد من ابنه لكيلا يفسد الجسد كله.
الفصل التاسع والثمانون
قال بطرس: كم يجب علي أن أمهل أخي ليتوب؟، أجاب يسوع: بقدر ما تريد أن تمهل، أجاب بطرس: لا يفهم كل أحد هذا فكلمنا بوضوح أتم، أجاب يسوع: أمهل أخاك ما أمهله الله، فقال بطرس: ولا يفهمون هذا أيضا، أجاب يسوع: أمهله ما دام له وقت للتوبة، فحزن بطرس والباقون لأنهم لم يفقهوا المراد، عندئذ قال يسوع: لو كان عندكم ادراك صحيح وعرفتم انكم أنتم أنفسكم خطاة لما خطر في بالكم مطلقا أن تنزعوا من قلوبكم الرحمة بالخاطئ، ولذلك أقول لكم صريحا انه يجب أن يمهل الخاطئ ليتوب ما دام له نفس تتنفس من وراء أسنانه، لأنه هكذا يمهله إلهنا القدير الرحيم ، إن الله لم يقل: إني أغفر للخاطئ في الساعة التي يصوم و يتصدق ويصلي ويحج فيها ، وهو ما قام به كثيرون وهم ملعونون لعنة أبدية ، ولكنه قال : (( في الساعة التي يندب الخاطئ خطاياه(أنسى) أثمه فلا أذكره بعد)) ثم قال يسوع: أفهمتم؟، أجاب التلاميذ: فهمنا بعضا دون بعض، أجاب يسوع: ما هو الذي لم تفهموه؟، فأجابوا: كون كثيرين من الذين صلوا مع الصيام ملعونين، حينئذ قال يسوع: الحق أقول لكم ان المرائين والامم يصلون ويتصدقون ويصومون اكثر من اخلاء الله، ولكن لما لم يكن لهم ايمان لم يتمكنوا من التوبة ولهذا كانوا ملعونين، فقال حينئذ يوحنا: علمنا ما هو الايمان حبا في الله، أجاب يسوع: قد حان لنا أن نصلي صلاة الفجر، فنهضوا واغتسلوا وصلوا لإلهنا المبارك إلى الأبد .
الفصل التسعون
فلما انتهت الصلاة اقترب تلاميذ يسوع اليه ففتح فاه وقال: اقترب يا يوحنا لأني اليوم سأجيبك عن كل ما سألت، الايمان خاتم يختم الله به مختاريه وهو خاتم أعطاه لرسوله الذي أخذ كل مختار الايمان على يديه فالايمان واحد كما ان الله واحد لذلك لما خلق الله قبل كل شيء رسوله وهبه قبل كل شيء الايمان الذي هو بمثابة صورة الله وكل ما صنع الله وما قال، فيرى المؤمن بايمانه كل شيء أجلى من رؤيته اياه بعينيه، لأن العينين قد تخطئان بل تكادان تخطئان على الدوام، أما الايمان فلن يخطئ لأن أساسه الله وكلمته، صدقني انه بالايمان يخلص كل مختاري الله، ومن المؤكد انه بدون ايمان لا يمكن لأحد أن يرضى الله، لذلك لا يحاول الشيطان أن يبطل الصوم والصلاة والصدقات والحج بل هو يحرض الكافرين عليها لأنه يسر أن يرى الانسان يشتغل بدون الحصول على اجرة، بل يحاول جهده بجد أن يبطل الايمان لذلك وجب بوجه أخص أن يحرص على الايمان بجد، وآمن طريقة لذلك أن تترك لفظة (لماذا) لأن (لماذا) أخرجت البشر من الفردوس وحولت الشيطان من ملاك جميل الى شيطان مريع، فقال يوحنا: كيف نترك (لماذا) وهي باب العلم؟، أجاب يسوع: بل (لماذا) هي باب الجحيم، فصمت يوحنا أما يسوع فزاد: متى علمت ان الله قال شيئا فمن أنت أيها الانسان حتى تتقعر(( لماذا قلت يا الله كذا لماذا فعلت كذا؟)) أيقول الاناء الخزفي لصانعه مثلا: لماذا صنعتني لأحوي ماءا لا لأحوي بلسما؟، الحق أقول لكم انه يجب في كل تجربة أن تتقووا بهذه الكلمة قائلين: إنما الله قال كذا إنما الله فعل كذا إنما الله يريد كذا ، لأنك إن فعلت هذا عشت في أمن .
الفصل الحادي والتسعون
وحدث في هذا الزمن اضطراب عظيم في اليهودية كلها لأجل يسوع، لأن الجنود الرومانية أثارت بعمل الشيطان العبرانيين قائلين: ان يسوع هو الله قد جاء ليفتقدهم، فحدثت بسبب ذلك فتنة كبرى حتى ان اليهودية كلها تدججت بالسلاح مدة الاربعين يوما فقام الابن على الاب والاخ على الاخ، لأن فريقا قال: ( ان يسوع هو الله قد جاء الى العالم)، وقال فريق آخر: (كلا بل هو ابن الله) وقال آخرون: ( كلا لأنه ليس لله شبه بشري) ولذلك لا يلد بل ان يسوع الناصري نبي الله، وقد نشأ هذا عن الآيات العظيمة التي فعلها يسوع، فترتب على رئيس الكهنة تسكينا للشعب أن
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 3:20 pm من طرف hamdy222
» حقيبة المسلم
الأحد فبراير 28, 2010 4:08 am من طرف hamdy222
» صلوات على محمد لباسم الكربلائى;
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 2:35 pm من طرف Admin
» أسماء الله الحسنى للنقشبندى
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 1:54 pm من طرف Admin
» بروتوكولات حكماء صهيون
الثلاثاء أكتوبر 14, 2008 12:50 pm من طرف Admin
» ربى قعوار ..لماذا أسلمت..؟ 2
الخميس سبتمبر 11, 2008 11:00 am من طرف زائر
» ربى قعوار ..لماذا أسلمت..؟
الخميس سبتمبر 11, 2008 10:58 am من طرف زائر
» افتتاح موقع جديد عن سيدنا رسول الله
الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:32 pm من طرف Admin
» كلام من قلب مؤمن...لماذا أسلمت...
الإثنين سبتمبر 01, 2008 11:10 pm من طرف Admin